المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ينفذ التوصية الخاصة بمجموعة ضحايا معتقل تاكونيت
استقبل رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، السيد أحمد حرزني، يوم الثلاثاء 14 أبريل 2009 مجموعة الضحايا المسماة "مجموعة تاكونيت" قصد إعمال التوصية الخاصة لهيئة الإنصاف والمصالحة المتعلقة بهذه المجموعة.
وشكل هذا اللقاء فرصة لتوضيح المقاربة والفلسفة العامة لتنفيذ التوصية الخاصة المذكورة في إطار متابعة تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في مجالات عدة، منها تلك الخاصة بجبر الأضرار الفردية، بما في ذلك الحالة الخاصة بضحايا تاكونيت.
هكذا أشار السيد حرزني إلى أن هيئة الإنصاف والمصالحة أصدرت توصية خاصة في حق مجموعة تاكونيت، إذ تم قياس حالتهم من حيث المعاناة والآلام ومكان الاحتجاز ومدته مع الحالات التي تدخل ضمن الاختصاص الموضوعي للهيئة، بالتركيز على مسؤولية الدولة فيما تعرض له ضحايا تاكونيت من أضرار.
وأضاف أن لجنة متابعة تنفيذ توصيات الهيئة قامت بتدقيق التوصية الخاصة المشار إليها باجتهاد في إعمال القياس، مما مكن من إدراج تفعيلها ضمن المقررات التحكيمية الخاصة بتعويض الضحايا طبقا للمعايير والمقاييس العاملة المعتمدة من طرف الهيئة، إعمالا لمبدأي العدل والإنصاف. كما يستفيد هؤلاء الضحايا، أسوة بباقي الضحايا وذوي حقوقهم، من التغطية الصحية طبقا لمقتضيات الاتفاقية المتعلقة بها.
يشار إلى مجموع الملفات التي توصلت بها هيئة الإنصاف والمصالحة، والمعالجة في هذا الإطار، بلغ 77 ملفا، 60 منها تم إصدار مقررات تحكيمية بشأنه ووجه إلى الوزارة الأولى للتنفيذ، إذ بلغ عدد المستفيدين من المبالغ المحولة لبريد المغرب 62 مستفيدا.أما عدد الملفات التي تنقصها الوثائق فيبلغ 17 ملفا. كما أن بطاقة التغطية الصحية سلمت لمعظم المستفيدين إلا حالات معدودة تحتاج إلى وثائق وقد تم تبليغهم بإرسالها.
هكذا، و نذكر بأن تنفيذ التوصية الخاصة بمجموعة ضحايا تاكونيت تعتبر آخر التوصيات المتعلقة بالتعويضات في إطار جبر الأضرار الفردية، وذلك طبقا للمعايير والمقاييس العامة المعتمدة من طرف هيئة الإنصاف والمصالحة، وذلك بموجب مقررات تحكيمية، في إطار تنفيذ توصيات الهيئة.
وكما جاء في التقرير الختامي لهيئة الإنصاف والمصالحة، فإن مجموعة تاكونيت هم مجموعة من ضحايا الاعتقال التعسفي، وضعوا ملفاتهم لدى هيئة الإنصاف والمصالحة، تبين بعد دراستها وإجراء تحريات بشأنها، أن السلطات الأمنية بمدينة الدارالبيضاء، قامت خلال شهر يناير من سنة 1971، باعتقال مجموعة من المشردين والمتسولين وأصحاب السوابق من الشارع أو من المحلات التي كانت تأويهم ليلا، وأحيلوا على مراكز الشرطة القريبة من تلك المحلات ليتم نقلهم فيما بعد في ظروف غير إنسانية، إلى مركز تاكونيت حيث بقوا رهن الاحتجاز لمدة تناهز ثلاث سنوات، تعرضوا خلالها، لسوء المعاملة والمس بالكرامة.