حفظ الذاكرة في إطار مشاريع برنامج جبر الضرر الجماعي
نظم المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، يوما دراسيا لفائدة الجمعيات الحاملة للمشاريع المتعلقة بحفظ الذاكرة المنفذة في إطار جبر الضرر الجماعي، وذلك يوم الجمعة 4 نونبر 2009 بالرباط.
واندرج هذا اللقاء في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي الممول من طرف الاتحاد الأوروبي، ومواكبة للجمعيات الحاملة للمشاريع التي تعنى بالحفظ الإيجابي للذاكرة والتي تتمحور حول بناء وترميم فضاءات تزاوج بين الحفظ الإيجابي للذاكرة والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، التوثيق في جانبه المكتوب والسمعي البصري ودعم أنشطة المواطنة والنهوض بحقوق الإنسان.
وتمثل الهدف من اليوم الدراسي في تقديم مشاريع حفظ الذاكرة ومستوى تقدم إنجازها، ومناقشة الإشكالات المطروحة على مستوى المنهجية و المضمون و دراسة طرق معالجتها، وكذا ضمان المواكبة والتوجيه والتتبع للمشاريع من طرف مجموعة العمل الخاصة بالتاريخ والأرشيف والذاكرة التابعة للمجلس.
وبعدما اعتبر السيد أحمد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، في الجلسة الافتتاحية للقاء، أن عملية المصالحة مع الماضي لا تعني نسيانه ومحو آثاره بل تعد عملية لربط واستئناف دينامية تأتي من الماضي مع المستقبل، أشار إلى المشاريع تكتسي أهمية محورية في إطار مسلسل المصالحة، وباعتبارها نوعا من التحدي.
ودعا إلى تشجيع ثقافة الاعتراف من أجل رفع تحدي حفظ الذاكرة الإيجابية، مسجلا التوفر على عدد من المؤهلات التي تمكن من النجاح، تتمثل، بالأساس، في الإرادة القوية لدى المجتمع المدني في مختلف المناطق، موضحا أن التحدي الأساس يتمثل في "عدم صدم الوعاء الاجتماعي الذي نشتغل داخله".
وقدمت خلال هذا اللقاء مجموعة من الجمعيات الحاملة لمشاريع تهم حفظ الذاكرة في مناطق جبر الضرر الجماعي، جردا لمختلف الأنشطة التي تقوم بها في مجال حفظ الذاكرة الجماعية والإيجابية وتحسين الشعور بالإنصاف لدى الساكنة، وتنظيم حملات تحسيسية لفائدة الشباب، فضلا عن التعويض المعنوي للضحايا وعائلاتهم والتربية على حقوق الإنسان.
كما ركزت العروض على أهمية حفظ الذاكرة في إدماج المواطنين في النسيج الاجتماعي التنموي عبر خلق شروط المصالحة مع الذاكرة والتاريخ الجماعي، مركزة على ضرورة تدوين الروايات الشفوية في سبيل حفظ الذاكرة.