الحوار التفاعلي مع المقرر الخاص المعني بتعزيز الحقيقة والعدالة والجبر وضمانات عدم التكرار: المجلس الوطني يقدم فلسفة تجربة المغرب في مجال العدالة الانتقالية وسبل أجرأتها
شارك المجلس الوطني لحقوق الإنسان، يوم الثلاثاء 18 شتنبر 2018 بجنيف، في أشغال الحوار التفاعلي مع المقرر الخاص المعني بتعزيز الحقيقية والعدالة والجبر وضمانات عدم التكرار، السيد فابيان سالفيولي، ذكر خلاله بالتجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية خاصة في مجال مكافحة الإفلات من العقاب وإرساء الحقيقة والمقاربة القائمة على تعزيز ضمانات عدم تكرار ما جرى والمبادرات ذات البعد الثقافي التي قام بها المجلس لحفظ الذاكرة.
وفي هذا الإطار، أكد المجلس على أهمية مسار العدالة الانتقالية التي أطلقها المغرب لمعالجة ملف ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وذلك من خلال وضع برنامج جبر الضرر الفردي والجماعي وإعادة الإدماج الاجتماعي وتسوية الوضعية الإدارية والمالية والتغطية الصحية للضحايا وذوي حقوقهم، الخ.
وبالإضافة إلى دسترة عدد مهم من توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، خاصة تلك المتعلقة بتجريم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، سلط المجلس الضوء على المبادرات ذات البعد الثقافي التي تهدف إلى حفظ الذاكرة والتي تنسجم مع روح خلاصات تقرير المقرر الخاص المعني بتعزيز الحقيقية والعدالة والجبر وضمانات عدم التكرار.
ومن بين هذه المبادرات إعادة نشر ستة أفلام روائية، تم إنتاجها بين سنتي 2000 و2004، تتناول هذا الموضوع وتدشين مقبرة ضحايا أحداث 20 يونيو 1981 بالدار البيضاء وذلك من أجل حفظ ذاكرة ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالمغرب.
وفي سياق تذكيره ببرنامج "الأرشيف، التاريخ وحفظ الذاكرة"، الذي تم بفضله وضع 22050 ملف لدى مؤسسة "أرشيف المغرب"، أشار المجلس إلى أنه يعتزم قريبا نشر "تقرير-حصيلة" هيئة الإنصاف والمصالحة.
وقد أكد السيد فابيان سالفيولي في تقريره دعوة المقرر السابق إلى "اتباع نهج شامل للعدالة الانتقالية يرتكز على معايير الانتصاف في حالات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان والانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الانساني". وفي هذا الصدد، يعتزم المقرر الخاص "مواصلة تطوير الولاية بالتصدي للتحديات الماثلة حاليا في ميدان العدالة الانتقالية وفي المجالات المتصلة بها التي قلما تكون منسقة مع الجهود المبذولة في هذا المضمار".