أنتم هنا : الرئيسيةلقاء تواصلي مع المبدعين من أجل المساهمة في نشر ثقافة حقوق الإنسان

  • تصغير
  • تكبير

لقاء تواصلي مع المبدعين من أجل المساهمة في نشر ثقافة حقوق الإنسان

كانت اللحظة تاريخية بكل المقاييس، إذ أعلن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والائتلاف المغربي للثقافة والفنون والرابطة المحمدية للعلماء عن انطلاق تعاون وثيق في مجال نشر ثقافة حقوق الإنسان والنهوض بها.

هكذا، وقع الشركاء الثلاثة، خلال لقاء تواصلي نظمه المجلس والائتلاف تحت شعار "دينامية إبداعية متفاعلة...من أجل مواطنة فاعلة "يوم 13 أكتوبر 2010، اتفاقيتي شراكة ترميان إلى النهوض بثقافة حقوق الإنسان. كما عرف اللقاء توقيع الإطار التنظيمي الملحق باتفاقيتي الشراكة المبرمتين بين المجلس ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، واللتين تهدف أولاهما (دجنبر 2005) إلى النهوض بحقوق الإنسان من خلال المنظومة التربوية في بعديها البيداغوجي والثقافي، فيما تهم الثانية (دجنبر 2008) تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في مجال حفظ الذاكرة وجبر الضرر الجماعي.

وفي كلمة له بالمناسبة، قال السيد أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، إن " النهوض بثقافة حقوق الإنسان" مشروع حقوقي وثقافي وبيداغوجي، ذو بعد مجتمعي يهدف للتأثير الإيجابي على العقليات والسلوكات، ويتطلب انخراطا واسعا من لدن الجميع.

وأضاف السيد حرزني، أن تحقيق هذا الهدف يمر عبر خلق دينامكية تعبئ مجموع الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين، بما في ذلك الفاعلين في الحقلين الثقافي والإعلامي، موضحا أن هذا اللقاء يندرج ضمن تفعيل مقتضيات الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان التي يتضمن البرنامج العملياتي لتنفيذها جملة من الأنشطة من قبيل إعداد دليل مرجعي في مجال النهوض بثقافة حقوق الإنسان وتنظيم ملتقى وطني سنوي لحقوق الإنسان، وتكوين المكونين في مجال حقوق الإنسان.

من جانبه، قال السيد محمد الدرهم، رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون إن الائتلاف يروم من خلال شراكته مع المجلس الإدماج الفعلي للمبدعين والمثقفين والفنانين في هذه الصيرورة التاريخية لملف حقوق الإنسان ببلادنا، والمساهمة الفاعلة في نشر ثقافة حقوق الإنسان من خلال توظيف الثروات الثقافية والقدرات الفنية كالمسرح والموسيقى والسينما والتشكيل والدراما والآداب ومختلف مكونات الإبداع.

وتميز اللقاء التواصلي أيضا بتقديم ميثاق تعاقدي حول نشر ثقافة حقوق الإنسان والنهوض بها. ويهدف هذا الميثاق الذي التزم به الشركاء الموقعون على الاتفاقيات المذكورة (المجلس، الرابطة، الائتلاف) إلى خلق ديناميكية تعبئ جميع الفاعلين، حكوميين وغير حكوميين في الحقل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي من أجل تنسيق وتوسيع الجهود الحالية والمستقبلية لفائدة النهوض بثقافة حقوق الإنسان، و العمل-إبداعا ودعما-على أن يتمتع المغاربة كافة بحقوقهم وحرياتهم الأساسية بلا تمييز بينهم بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين.

وفي هذا الصدد، قال السيد أحمد العبادي، رئيس اللجنة التنظيمية لهذا اللقاء، ورئيس مجموعة عمل النهوض بثقافة حقوق الإنسان بالمجلس، لدى تقديمه للميثاق، إن روح هذا الميثاق قائمة على أربعة أسس هي الإبداع، الدعم، الأجرأة والاستيعابية.

وقد جرى نقاش مثمر شارك فيه عدد من الشخصيات الحاضرة، كالسيدة ربيعة الناصري، عضو مؤسس الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، والسيد عبد السلام أبودرار، رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الرشوة، وعبد العالي مستور، رئيس منتدى المواطنة، وجمال الشاهدي، رئيس مركز حقوق الناس والسيدة تورية جبران، فنانة ووزيرة الثقافة السابقة.

وقد أجمع المتدخلون، على أن الفن يشكل قناة هامة لنشر ثقافة حقوق الإنسان والنهوض بها ، مشددين على ضرورة اتسام جهود التحسيس والتوعية في مجال حقوق الإنسان بطابع الديمومة والاستمرارية. كما اعتبروا أن التفكير الجماعي أفضل سبيل لتحقيق فعل ناجع.

بعد هذا اليوم التواصلي، نظمت يوم الخميس 14 أكتوبر مساء سهرة فنية بالمسرح الوطني محمد الخامس شارك فيها نخبة من الفنانين والفنانات تعبيرا منهم عن التزامهم بالإسهام في النهوض بثقافة حقوق الإنسان. وقد شارك في السهرة كل من مجموعة أرشاش الأمازيغية، نبيلة معن، نعمان لحلو، فرقة بنان للرقص، الباتول المرواني، سعيد موسكير، محمد الدرهم، حميد القصري، عسكوري، كومي، ناس الغيوان.

وقد تميزت هذه السهرة التي حضرها عدد من الشخصيات من عالم السياسية والثقافة والمجتمع المدني، بتسليم الجوائز للفائزين في مسابقة نظمت في مجال الفن التشكيلي والتي شارك فيها طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء بأعمال حول حقوق الإنسان، كما احتضن بهو المسرح معرض للصور الفوتوغرافية توثق للحظات قوية من مسار المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وهيئة الإنصاف والمصالحة المنتهية ولايتها.

الرباط/أ.ص

أعلى الصفحة